الخميس، 16 أكتوبر 2008

جدك وهزلك ... كم بينهما ؟


ينبغي على العاقل ألا يجعل بين جده وهزله بوناً شاسعاً ..

وتوضيح ذلك بمثال :

فطالب العلم الجاد ينبغي أن يجعل وقت راحته واستجمامه في كتب الأدب والتاريخ ونحو ذلك ..
وأما وقت جده فيكون في الحفظ والتفقه في الشرع .
وقس على هذا سائر العلوم الأخرى ..
وكذلك العامي ينبغي أن يجعل له وقت جد ووقت هزل فجده ليس كجد طالب العلم وعلى هذا فهزله أيضاً ليس كهزل طالب العلم بل يكون بما يكون خفيفاً على نفسه مما يباح .
وسبب ذلك أن النفس تقنع - لطرد الملل عنها - بما هو أخف بقليل مما كان في جدها ..
فإن أرحتها بما هو أخف بكثير فربما تكاسلت في جدها وصار عليها الجد ثقيلاً جداً ..
وأما من لم يكن له وقت جد ووقت هزل فلا ينتفع بعيش ولا يلتذ بلذه ..
فإن إكتفى بالأول دون الثاني فهو غالٍ مفرِط .. ويوشك أن ينقطع ..
وإن إكتفى بالثاني دون الأول فهو مهمل مفرِّط .. وسيمل حياته ولا شك ..
فتعقل ..
والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على *** حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم
فاصرفْ هواها وحاذرْ أنْ تُوَلِّيَهُ *** إنَّ الهوى ما تولَّى يُصمِ أوْ يَصمِ
وَراعِها وهيَ في الأعمالِ سائِمة ٌ *** وإنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى فلا تُسِم
كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّة ٍ لِلْمَرءِ قاتِلَة ً *** من حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم
    وددت لو قرأتها قبل اليوم .. ولكن بورك فيك ..ودمت سالما بإذن الله

    وبإذن الله كطالبة علم أتبع ذلك المنهاج ..

    ردحذف
  2. أهلا بك ..
    وشكراً على المرور .

    ردحذف